ثم ولى عبد الرحمن بن زياد خراسان فانصرف عنها واستخلف بها قيس بن الهيثم السلمي «١» ، ثم ولى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان، وكان بينه وبين أخيه عبيد الله بن زياد عناد شديد، فخرج معه المهلب بن أبي صفرة وعبد الله بن خازم، وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وهو طلحة الطلحات وعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي «٢» ، وعبّاد بن حصين الحبطي «٣» ، وعمران بن فضيل البرجمي، وغير هؤلاء من وجوه الناس من أهل البصرة فهدم عبيد الله بن زياد دور جميع من خرج معه أخيه، فكتب إليه يزيد بن معاوية أن يبنيها بالجص والآجر والساج من ماله فبناها.
وغزا سلم خوارزم وافتتح مدينة كنداكين «٤» وبخارا «٥» .
ومات يزيد بن معاوية وكانت فتنة ابن الزبير فانصرف سلم واستخلف عرفجة بن الورد السعدي وسار عبد الله بن خازم السلمي مع سلم متبعا له فرده وكتب عهده على خراسان فلما رجع امتنع عرفجة أن يسلم إليه فتحاربوا بالسهام فأصاب عرفجة سهم فمات، وأقام عبد الله بن خازم بخراسان يغزو ويفتح وهو في طاعة ابن الزبير إلى أن قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير فوجه برأسه إلى عبيد الله بن خازم وكتب يدعوه إلى طاعته فأخذ رأس مصعب فغسله وحنطه وكفنه ودفنه، وأجاب عبد الملك