ويجمعونه. وقيل إن الأودية التي ينبت فيها هذا السنبل كثيرة الأفاعي وليس يأتيها أحد إلا وفي رجليه خف طويل غليظ منعل بالخشب أو بالحديد.
قالوا: وتلك الأفاعي ذوات قرون فيها السم القاتل الذي يقال له البيش، ويقال إنه من قرون الأفاعي.
وقال قوم من أهل العلم: إنه نبات ينبت بتلك الأودية وهو ضربان ضرب خلنجي يضرب في لونه إلى الصفرة وهو أفضله، وضرب آخر يضرب إلى السواد وهم يعرفون فيتوقونه، وربما جهله بعضهم فمات من مسه سيما إن كانت يده قد عرقت أو هي رطبة.
وقد كان بعض الخلفاء يأمر بأن يوكل بالمراكب التي تأتي من بلد الهند إلى الأبلة وغيرها من الفرض من يكشف السنبل ويختبره فيخرج منه البيش فيؤخذ بكلبتين من حديد وليس يمسه أحد إلا مات لوقته فكان يجمع ذلك في وعاء وقد يلقى في البحر.
[القرنفل]
قال أحمد بن أبي يعقوب: القرنفل «١» كله جنس واحد وأفضله وأجوده الزهر اليابس الجاف الذكي الحريف الطعم الحلو الرائحة ومنه الزهر ومنه الثمر، والزهر منه هو ما صغر وكان مشاكلا لعيدان فروع الخريق الأسود في المنظر، والثمر منه ما غلظ وشاكل نوى التمر أو عجم الزيتون. وقيل هو ثمر شجر عظام تشبه شجر السدر، وقال آخرون (إلخ) .
قال: ويجلب من بلاد سفالة الهند وأقاصيها، وله بالمواضع التي هو بها روائح ذكية ساطعة الطيب جدا حتى أنهم يسمون أماكن القرنفل ريح الجنة لذكاء رائحته (الخ) .
[الغوالي]
وذكر محمد بن أحمد التميمي في كتابه المترجم (بجيب العروس) في باب