والزيتون فالمدينة العظمى يقال لها توزر «١» وبها ينزل العمال، والثانية يقال لها الحامة، والثالثة تقيوس «٢» ، والرابعة نفطة «٣» ، وحول هذه المدن أربع سباخ، وأهل هذه المدن قوم عجم من الروم القدم والأفارقة والبربر، ومن مدائن قسطيلية إلى مدائن نفزاوة «٤» ثلاث مراحل.
ونفزاوة عدة مدن فالمدينة العظمى التي ينزلها العمال يقال لها بشرة وبها قوم من الأفارقة القدم ومن البربر يحيط بالمدائن التي تلي القبلة الرمال.
ومما يلي القبلة من القيروان بلد يقال له الساحل- ليس بساحل بحر- كثير السواد من الزيتون والشجر والكروم وهي قرى متصلة بعضها في بعض كثيرة، ولهذا البلد مدينتان يقال لإحداهما سه وللأخرى قبيشة.
ومن بلد الساحل إلى مدينة يقال لها أسفاقس «٥» يكون من سه وقبيشة على مرحلتين وهي على ساحل البحر يضرب البحر المالح سورها وهي آخر بلد الساحل.
ومن أسفاقس إلى موضع يقال له بنزرت «٦» مسيرة ثمانية أيام وفي جميع المراحل حصون متقاربة ينزلها العباد والمرابطون.