منها إلى مملكة بني إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام وأول حد مملكتهم بلد يقال له غميرة بها رجل يقال له عبيد الله بن عمر بن إدريس.
ثم إلى بلد يقال له ملحاص لخانة عنده يجتمع فيها حاج السوس الأقصى وطنجة «١» ويملكه علي بن إدريس، ثم قلعة صدينة وهو بلد عظيم به محمد بن عمر بن إدريس، ثم من قلعة صدينة إلى النهر العظيم الذي يقال له لمهار به حصون وعمارات وبلد واسع عليه رجل من ولد داود بن إدريس بن إدريس وإلى نهر يقال له سبو عليه حمزة بن داود بن إدريس بن إدريس، ثم يدخل إلى المدينة العظمى التي يقال لها مدينة أفريقيا- على النهر العظيم الذي يقال له قاس- بها يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس بن إدريس وهي مدينة جليلة كثيرة العمارة والمنازل، ومن الجانب الغربي من نهر قاس- وهو نهر يقال إنه أعظم من جميع أنهار الأرض عليه ثلاثة آلاف رحا تطحن- المدينة التي تسمى مدينة أهل الأندلس ينزلها داود بن إدريس وكل واحد من يحيى بن يحيى، وداود بن إدريس يخالف على صاحبه يدافعه ويحاربه، وعلى طرف قاس مدينة يقال لها [ ... ]«٢» تسكنها برقسانة قوم من البربر القدم، وعلى نهر قاس عمارات جليلة وقرى وضياع ومزارع من حافتيه يأتي ماؤه من عيون قبلية إلا أنهم يقولون إنه لا يزيد ولا ينقص ويفيض في النهر الذي يقال له سبو وقد ذكرناه، ويفرغ سبو في البحر المالح.
ومملكة بني إدريس واسعة كبيرة، حدثني أبو معبد عبد الرحمن بن محمد بن ميمون بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم التاهرتي قال: تاهرت مدينة كبيرة آهلة بين جبال وأودية ليس لها فضاء بينها وبين البحر المالح مسيرة ثلاث رحلات في مستوى من الأرض وفي بعضها سباخ وواد يقال له وادي شلف وعليه قرى وعمارة يفيض كما يفيض نيل مصر يزرع عليه العصفر والكتان والسمسم وغير ذلك من الحبوب ويصير إلى جبل يقال أنقيق ثم يخرج إلى بلد نفزة «٣» ثم يصير إلى البحر المالح، وشرب أهل مدينة تاهرت من أنهار وعيون يأتي بعضها من صحراء وبعضها من جبل قبلي يقال