«سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم، قال: فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ قال: فيقول الحق.
قال فينا دون الحق الحق» رواه أبو داود مرفوعًا.
وأما الإجماع:-
فقد أجمعت الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان -قبل حدوث أهل الضلال- على أن اللَّه لم يزل متكلمًا متى يشاء وكيف شاء.
وأما البرهان العقلي:-
فإن العقل يحكم أن التكلم من أوصاف الكمال، وضده من أوصاف النقص، وكل كمال لا يستلزم نقصًا بوجه من الوجوه، فالله أولى أن يوصف به، فإذا ثبت أن الكلام صفة كمال في المخلوق، فالخالق أولى به، ومعطي الكمال أحق بالكمال.
فلو نفينا عنه الكلام لكان غيره أكمل، وكفى بذلك قبحا.