[اعتراض المعتزلة على احتجاج أهل السنة وجوابهم لهم]
اعترضت المعتزلة على احتجاج أهل السنة بقوله تعالى:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} وسائر الآيات التي فيها لفظ التنزيل مثل قوله: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} أن هذا نظير إنزال المطر، أو إنزال الحديد فليس بمثل هذه الآيات حجة على أن القرآن غير مخلوق.
وأجاب أهل السنة: أن إنزال المطر مقيد بأنه منزل من السماء، كما قال اللَّه:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} وفي آية أخرى: {مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} وهي السحاب.
وأما إنزال القرآن فمذكور بأنه إنزال من اللَّه كقوله تعالى:{تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، وقال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} .
وإنزال الحديد والأنعام مطلق، فكيف يشبه هذا الإنزال بهذا الإنزال، فالحديد إنما يكون