يوجد قول مؤيد بالدليل والحال مخالف للمذهب المعتمد، وليس فيه رواية عن الإمام أحمد، على أننا لو سلمنا تسليمًا جدليًا، أنهم منعوا التقليد فليسوا بالمنفردين لذلك، بل الخلاف موجود وهذه كتب الأصول موجودة في إمكان كل واحد فاهم، أن يقرأ باب الاجتهاد والتقليد، ليعرف ما في التقليد من الخلاف، فأي ذنب إذا للحنابلة النجديين؟
وأما زعمهم أنهم حرموا قراءة المولد الشريف فهذا يدل على جهل عميق من القائلين، كسائر جهالاتهم السابقة، وتعصبهم الفاسد، إذ كل من شم رائحة العلم يعلم أن الاحتفال بالمولد حدث في القرن السابع، والذي أحدثه هو الملك المظفر صاحب إربل، وأقام الولائم الضخمة حتى قيل: كان يذبح في ليلة المولد عشرة آلاف رأس من الأغنام، وسبقه الفاطميون في مصر في القرن الرابع الهجري كما أسسوا المآتم وبنوا ضريحًا سموه قبر الحسين وهو كذب لا أثر له من الصحة.