ومن حين ما حدث اختلف العلماء، فمنهم من قال: إن الاحتفال بالمولد بدعة حسنة، ومن العلماء من قال: إنها بدعة، وكل بدعة ضلالة كما في نص الحديث، والرسول قد وردت عنه عدة أحاديث تحذر عن البدع والمحدثات كقوله:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجز، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» رواه الترمذي وحسنه، ولم يأت ما يخصص هذا العموم حتى يزعموا أنها بدعة حسنة.
وقراءة المولد، باب من أبواب السيرة النبوية، وقراءة الإنسان سيرة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وشمائله ومعجزاته، وهجرته وغزواته، لا شك أنها تزيد الإيمان وتقويه، وينبغي للمسلم أن يكون ملمًا بسيرته ومناقبه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يعرف حقيقة هذا الرسول العظيم، الذي أرسله اللَّه رحمة للعالمين.
والشيخ محمد -رحمه الله- ألف مختصر السيرة، وقد طبع عدة مرات، وانتشر في سائر الأقطار، فلو لم يكن محبًا للرسول، لما ألف سيرة له، ومن لا يحب الرسول، لا يكون مسلمًا، بل يكون يهوديًا أو مسيحيًا.