ولما كانت العبادة مختصة به تعالى أمرنا بإخلاصها له كما قال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ، وغير ذلك من الآيات الدالة على اختصاصه تعالى بالعبادة بجميع أنواعها.
ومن أعظم أنواعها الدعاء كما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم:«الدعاء مخ العبادة» ، فمن دعا أحدًا غير اللَّه فقد عبده، فإن اللَّه تعالى قد سمى الدعاء عبادة في غير موضع من كتابه، كما قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ؛ فسماه دعاء، ثم سماه عبادة، وقال تعالى:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} فسماه في أول الآية دعاء، وسماه في آخرها عبادة، وقد أفصح القرآن في مواضع بالنهي عن دعاء غير اللَّه كما قال تعالى:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} أي