فمن شد الرحل لزيارة القبر الشريف، أو غيره من قبور الصالحين فهذا ممنوع؛ لما في هذا الحديث من حصر جواز ذلك في المساجد الثلاثة.
والذي يشد الرحل لزيارة القبور أي قبر كان، داخل في هذا النهي، لكن ينبغي لمن يشد الرحل إلى أحد المساجد الثلاثة أن يزور من هناك من الصالحين؛ فإن زيارة القبور من غير شد رحل سنة مرغب فيها كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا:«زوروا القبور فإنها تذكركم الموت» ، وفيه عن بريدة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال:«نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» ، وقد كان صلى اللَّه عليه وسلم يخرج إلى أهل البقيع فيدعو لهم، كما جاء ذلك في الصحيح، فهذه هي الزيارة الشرعية وهي أن يكون مقصود الزائر تذكر الآخرة والدعاء للميت والاستغفار له.