قرب هذا المنهج، أو بعده مما يرضي الله، سبحانه وتعالى.
وهذا الإِحسان دائرته أدق، وأعمق من دائرة الإِيمان الذي تعد دائرته -هو أيضا- أدق، وأعمق من دائرة الإِسلام، فلا يكون إِحسان حتى يكون إِيمان، ولا يكون إِيمان حتى يكون إِسلام، وإِذا اختل الإسلام في أحد أركانه، اختلَّ الإِيمان -ولا بد- في أركانه، وعليه يضعف الأمل في بلوغ رضا الله، الذي تعبِّر عنه مرحلة الإِحسان.
إِنه لا بد من تصحيح الإِسلام -أولا- في قلوب المسلمين، وسلوكهم، فإِذا تم ذلك، ارتقى الإِنسان بإِسلامه، وإِيمانه إِلى درجة الإِحسان، وهناك يغرس حجر الأساس -من خلال هذا الالتزام- للفعالية والوثوب الحضاري المنشود.
ولذلك كان اهتمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بتصحيح الاعتقاد، وكان تركيزه على تصحيح إِسلام الناس الذين يحيطون به في نجد، نواةً لشجرة الإِسلام العظمى، وعلى توفير أسباب الحماية اللازمة لها -قدر الاستطاعة- من القوى المعادية، التي تحرص ألا تنبت هذه النواة، التي يمكن أن تصبح بعد ذلك شجرة إِيمانية قوية، يتعذر اقتلاعها، لأنها ليست شجرة شركية مزيفة، مثل التي كانوا يعبدونها، ويتقربون إِليها. لقد ألفوا العيش في الحرّ والعري، وقد رأوا الشجرة شبحاً مخيفاً،