للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المادي على من حولها من الناس، لكن الرجل خاف أن يناله مكروه من ذلك، وأراد من الشيخ أن يكون معهم في أثناء الهدم، فبادر الشيخ بمعوله، ومعه ستمائة من رجال "العيينة"، ثم بدأ هو بهدم القبة، والمشاهد الأخرى التي حولها، ثم توجه إلى شجرتين يقدسهما العامة، فقطع واحدة منهما، وقطع أصحابه الأخرى.

وضجت نجد لهذا الحادث، وتوقع الدهماء نزول مكروه بالشيخ ورجاله، ولما خاب ظنهم، ورأوا القوم يتمتعون بصحة جيدة، بادروا إِلى الانضمام إِلى دعوة الشيخ، والانضواء تحت لوائه١.

وقد حدث أن أقرت امرأة محصنة بين يدي الشيخ بالزنا، فردها الشيخ ثلاث مرات، وفي الرابعة حكم بإِقامة حد الرجم عليها، فكان لهذا الحادث الدوي الأكبر في الأوساط القريبة والبعيدة، فمن الناس من فرح بذلك، واستبشر، ومنهم من تبرّم بذلك، وراح يكيد للشيخِ ودعوِته، ويعد العدة للقضاء على هذه الدعوة التي أصبحت تمثل خطرا كبيرا على الفاسقين من جانب، وعلى أهل الرياسات، وأصحاب النفوذ من أهل الأهواء من جانب آخر.

وقد انضم إِلى هؤلاء فريق كبير من علماء المنافع والجمود، وأنصار البدع، حتى إِن واحدا من رؤساء القبائل، وهو سليمان بن عريعر شيخ بني خالد، أرسل إِلى أمير "العيينة" يأمره أن يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وإِلا قطع عنه جرايته المالية، بل، وسعى لمداهمته في بلدته.


١ أمين السعيد: سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ٢٢، ٢٣ بتصرف.

<<  <   >  >>