للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لقد تصدّت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بلا مساومة، ولا انهزامية لكل المظاهر، والأشكال التي تسيء إِلى جوهر الإِسلام النقيّ، وإِلى طبيعته الصافية، وحاربت كل ما دخل على الإِسلام من شوائب، مطالبة كل المسلمين بالاحتكام إِلى الكتاب، والسنّة الصحيحة، فهما المنبعان الصافيان اللذان يجب أن يعود إِليهما المسلمون كلما ضلّت بهم السبل في التاريخ، وكلما تاهوا عن حقائق الإِسلام الحقيقية النقية، بعيداً عن ضغط الانحرافات العقلية، والتأويلات الباطنية، وضغوط الانحرافات السلوكية والفكرية.

وإِذا كانت الشهادتان هما أساس الإِسلام، ولا إِسلام بدون توحيد العبودية والربوبية، فإِنه من الطبيعي أن تنصبّ جهود الشيخ محمد -بالدرجة الأولى- على تنقية عقيدة التوحيد من كل صور الوثنية، فالشهادتان هما الأساس الذي تقف فوقه كل أركان الإِسلام، وشعب الإِيمان وبهذا الفهم انطلقت الدعوة الإصلاحية التي نذر الشيخ لها نفسه، رحمه الله.

وقد يظن البعض أن التركيز على عقيدة التوحيد من شأنه أن يكون على حساب الشريعة، أو العبادات، أو الأخلاق، أو الجوانب التربوية الحضارية ولكننا إِذا نظرنا إِلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

<<  <   >  >>