ثانيا: أن لي على أهل الدرعية خراجا، أتناوله منهم وقت جني الثمار، فلا تمنعني عن أخذه)) .
فقال له الشيخ:
((أما الأولى فامدد يدك، فمدها، فأمسكها الشيخ، وقال له:
الدم بالدم، والهدم بالهدم.
وأما الثانية: فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات، فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير من الخراج)) ١.
وهنا تعاهد الأمير محمد بن سعود، والشيخ محمد بن عبد الوهاب على الالتزام بدين الله، كما بلغه رسوله نقيا صافيا، والجهاد في سبيل نشره، وإِقامة شرائع الإِسلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ودخل الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الإِمام محمد بن سعود بلدته واستقر عنده، والتف حولهما رجال ابن سعود، والدرعية كلها، وما حولها من القرى.
ومضت الدعوة -بعد هذه المعاهدة التاريخية- في سبيلها، مسرعة في الطريق المرسوم لها، لا تقابلها عقبة إِلا ذللها الله لها، ولا يعترضها معترض إِلا أذله الله. وقد ازدهرت الدعوة، وذاع صيتها، والتقى الضمير الإسلامى معها
١ أمين السعيد: سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص٢٨، وما بعدها.