فيها الخلاف بين السلف والخلف، يقول الشيخ محمد -رحمه الله- في هذا المعنى:
((قد تبين لكم في غير موضع أن دين الإِسلام حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين، وهذه المسائل -يشير إِلى مسائل في الزكاة- وأشباهها مما يقع الخلاف فيه بين السلف والخلف من غير نكير من بعضهم على بعض، فإِذا رأيتم من يعمل ببعض هذه الأقوال المذكورة بالمنع، مع كونه قد اتقى الله ما استطاع، لم يحلّ لأحد الإِنكار عليه، اللهم إِلا أن يتبين الحق، فلا يحل لأحد أن يتركه لقول أحد من الناس، وقد كان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يختلفون في بعض المسائل من غير نكير، ما لم يتبين النص، فينبغي للمؤمن أن يجعل همه وقصده معرفة أمر الله ورسوله، في مسائل الخلاف، والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم، ويوقرهم، ولو أخطأوا، ولكن لا يتخذهم أرباباً من دون الله، هذا هو طريق المنعم عليهم.
وأما اطراح كلامهم، وعدم توقيرهمْ، فهو طريق المغضوب عليهم)) ١.
فما أجود هذا الكلام، وأحقه بالقبول من سائر ذوي العقول والأفهام!!
وأخيراً نختم هذه الآداب بذكر الآداب التي استنبطها الشيخ
١ مؤلفات الشيخ -القسم الثاني- المجلد الثاني -أربع قواعد تدور الأحكام عليها- ص١٢، ١٣.