وقد يأتي دور طالب آخر على آية هي الوحيدة التي يتعثر في بعض كلماتها مع حفظه لكامل النص فيظن المعلم أنه رديء الحفظ، ويرصد له في دفتر التقويم المستمر درجة هابطة، أو يحرمه من الدرجة بالمرة.
ثم إن بعض الآيات قد تكون طويلة وبعضها قد تكون قصيرة مما يختلف معه مقياس الحفظ.
وما قيل في الطريقة الأولى يقال بتمامه في الطريقة الثانية والطريقة الثالثة هي الأقوم وأيا كانت الطريقة المتبعة فإن المدرس عقب التسميع يحدد لطلابه عدداً من الآيات يتلوه عليهم ويكلفهم حفظه لتسميعه في حصة قادمة وبطبيعة الحال حصة التسميع لا يتأتى فيها استعمال وسائل إيضاح لكن في الحصة السابقة على حصة التسميع يمكن الاستماع لشريط معلم مسجل عليه الآيات التي طولبوا بحفظها فما السر في انخفاض مستوى الحفظ عند الطلاب؟
وما السر في تدني مستوى الأداء عند المدرس؟
الجواب الوحيد عن هذين الاستفسارين هو أن المعلم نفسه غير حافظ للقرآن بالمرة أو غير متقن للحفظ على أقل تقدير. وذلك واقع بنسبة ثمانين في المائة وهذا يدفع المعلم إلى أن يفتح المصحف. وينظر فيه أثناء تلاوة الطالب وهو يحاول أن يستر موقفة هذا بعدم المداومة على النظر في المصحف فيخطئ الطالب في هذه الأثناء ولا يرده المدرس، وقد يشغل المدرس عن النظر في المصحف بتقدير درجة للطالب السابق عليه في أداء الحفظ فيخطئ من يسمع ولايتنبه المعلم إلى الخطأ لأنه نفسه غير حافظ وبطبيعة الحال فاقد الشيء لا يعطيه.