[الباب الثامن: في ذكر الشبه التي احتج بها من أباح النظر إلى من لا يحل له الاستمتاع به وأباح عشقه]
قالت هذه الطائفة بيننا وبينكم الكتاب والسنة وأقوال أئمة الإسلام والمعقول الصحيح
أما الكتاب فقوله تعالى {أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء} وهذا يعم جميع ما خلق الله فما الذي أخرج من عمومه الوجه المليح وهو من أحسن ما خلق وموضع الاستدلال به والاعتبار أقوى ولذلك يسبح الخالق سبحانه عند رؤيته كما قال بعض الناظرين إلى جميل الصورة
ذي طلعة سبحان فالق صبحه ... ومماطف جلت يمين الغارس
مرت بأرجاء الخيال طيوفه ... فبكت على رسم السلو الدارس
ورؤية الجمال البديع تنطق ألسنة الناظرين بقولهم سبحان الله رب العالمين وتبارك الله أحسن الخالقين والله تعالى لم يخلق هذه المحاسن عبثا وإنما أظهرها ليستدل الناظر إليها على قدرته ووحدانيته وبديع صنعه فلا تعطل عما خلقت له
وأما السنة فالحديث المشهور "النظر إلى الوجه المليح عبادة "