للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل ومنها استكانة المحب لمحبوبه وخضوعه وذله له والحب مبني على الذل ولا يأنف العزيز الذي لا يذل لشيء من ذله لمحبوبه ولا يعده نقصا ولا عيبا بل كثير منهم يعد ذله عزا كما قال

إذا كنت تهوى من تحب ولم تكن ... ذليلا فه فاقرأ السلام على الوصل

تذلل لمن تهوى لتكسب عزة ... فكم عزة قد نالها المرء بالذل

وقال الآخر

إخضع وذل لمن تحب فليس في ... شرع الهوى أنف يشال ويعقد

وقال الآخر

ويعجبني ذلي لديك ولم يكن ... ليعجبني لولا محبتك الذل

وقال آخر

يلذ له ذل الهوى وخضوعه ... ولولا الهوى ما لذ للعاقل الذل

وقال الآخر

مساكين أهل الحب حتى قبورهم ... عليها تراب الذل دون المقابر

ومتى استحكم الذل والحب صار عبودية فيصير القلب المحب معبدا لمحبوبه وهذه الرتبة لا يليق أن تتعلق بمخلوق ولا تصلح إلا لله وحده

<<  <   >  >>