يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة قال فرأيت ليلة بياض كفها في ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها فقالت مه لا تفسد ما صلح فإنه ما نكح حب إلا فسد فأخذ ذلك المأمون فقال
ما الحب إلا نظرة ... وغمز كف وعضد
أو كتب فيها رقى ... أجل من نفث العقد
ما الحب إلا هكذا ... إن نكح الحب فسد
من كان هذا حبه ... فإنما يبغي الولد
وهوي آخر امرأة فدام الحال بينهما في اجتماع وحديث ونظر ثم إنه جامعها فقطعت الوصل بينهما فقال
لو لم أواقع دام لي وصلها ... فليتني لا كنت واقعتها
وقيل لآخر شكا فراق محبوبة له
أكثرت من وطئها والوطء مسأمة ... فارفق بنفسك إن الرفق محمود
وذكر عمر بن شبة عن بعض علماء أهل المدينة قال كان الرجل يحب الفتاة فإذا ظفر بها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار واليوم يشير إليها وتشير إليه فيعدها وتعده فإذا التقيا لم يشك حبا ولم ينشد شعرا وقام إليها كأنه أشهد على نكاحها أبا هريرة رضي الله عنه
لم يخط من داخل الدهليز منصرفا ... إلا وخلخالها قد قارب الساقا
قال الأصمعي قلت لأعرابية ما تعدون العشق فيكم قالت العناق والضمة والغمزة والمحادثة