للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادساً: أمثلةٌ وصورٌ لاختلال الفقه"١"

ما أكثر الأمثلة في هذا الباب! وهي أمثلة متعددة متجددة، منها ما يلي:

*نظر شخصٌ في كتابٍ ما فلما رأى أول صفحة منه، فلم ير البدء بخطبة الحاجة، طرحه، وقال: لقد عرفت منذ البداية أن المؤلف ليس حريصاً على السّنَّة!.

*قصة الرجل الذي نصحْته في غُلوِّه في تقصير ثوبه ومبالغته فيه، فقال لي: إلى منتصف الساق، فقلت له: لكنك قد رفعته إلى أكثر من منتصف الساق. فقال لي: هذا فيما يبدو لك، ولكن نظرك ليس أصدق من المتر، لقد قِسْتُ ساقي بالمتر، فحددت نصف الساق بالمتر!!. قلت في نفسي: لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعديِّ بن حاتم حينما فهم أن الخيط في الآية هو الحبل حقيقة، في قوله تعالى: {فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} "٢"؛ فأخذ حبلين: أسود وأبيض، فجعل يأكل وينظر إليهما حتى تبينا له فأمسك، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"إنك لعريض الوساد".

فماذا يقال عن فهم صاحب المتر هذا؟!.

وهل هذا القياس بالمتر سنة؟!.

*أخذ أحد الناس شريطاً لأحد الدعاة إلى الله تعالى، وداس عليه برجله؛ لأنه ليس في الخطّ الدعويّ ضمْن الفهم الضيّق الذي هو عليه، فَعَلَ هذا على


(١) يُنظَر: نقد المسالك المخطئة تجاه الأخذ بالسنة، "أمثلة عجيبة غريبة"، مِن كتاب: "دعوة إلى السنّة في تطبيق السنّة"، ط. الثانية، ص٨٧-٩١.
(٢) ١٨٧: البقرة: ٢.

<<  <   >  >>