للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين:

ويأتي في أهميّة الفقه قوله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ يرِدِ الله به خيراً يُفَقههُ في الدين، وإنما أنا قاسمٌ، والله يُعطي، ولن تزال هذه الأمَّة قائمة على أمْرِ الله لا يَضُرُّهم مَنْ خالفَهُم حتى يأتي أمرُ الله""١". وهذا الحديث يحتاج إلى وقفةٍ متأنيةٍ عنده. وقد أورده البخاري تحت باب: "مِن يُرِد الله به خيراً يفقهْهُ في الدين".

قال ابن حجر رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: "وهذا الحديث مشتمل على ثلاثة أحكام: أحدها: فضْل التفقه في الدين، وثانيها: أن المعطى في الحقيقة هو الله، وثالثها: أن بعض هذه الأمة يَبْقَى على الحق أبداً""٢".

وقال، أيضاً-معلِّقاً على فقه هذا الحديث -: "وقد تتعلق الأحكام"٣" الثلاثة بأبواب العلم -بل بترجمة هذا الباب خاصة- من جهة إثبات الخير لمن تفقه في دين الله، وأن ذلك لا يكون بالاكتساب فقط، بل لمن يفتح الله عليه به، وأن من يفتح الله عليه بذلك لا يزال جنسه موجوداً حتى يأتي أمر الله.


(١) أخرجه البخاري، رقم (٧١) ، العلم، (نسخة الفتح) ١/١٦٤.
(٢) فتح الباري ١/١٦٤.
(٣) في فتح الباري، المطبوع: الأحاديث. ولعل الصواب ما أثبتُّه؛ لأنه يتكلم عن الثلاثة الأحكام السابق ذكرها، لا عن ثلاثة أحاديث.

<<  <   >  >>