للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا أن الله أباح للمجاهد الغنائم، وهي أمرٌ دنيويّ.

لكن نلاحظ أن هذه الغنائم التي أباحها الله للمجاهد، هي الأمر ذاته الذي نهى الله المجاهدين عن أن يكون جهادهم من أجله، وأحبطَ به جهاد من قَصَده منهم لذاته.

فقد روى عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَمْ يَنْوِ إِلا عِقَالاً فَلَهُ مَا نَوَى" "١".

وقد وردت نصوص تدل على عدم المنع من إرادة الغنائم، طالما أن الجهاد إنما هو لتكون كلمة الله هي العليا. ومن هذه النصوص:

- عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقال: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ؛ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟. قال: "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا؛ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" "٢".

قال ابن حجر:

"وفي الحديث شاهدٌ لحديثِ: "الأعمال بالنيات" ... وأن الفضل الذي ورد في المجاهدين مختص بمن قاتل لإعلاء دين الله ... " "٣".

وأشار ابن حجر إلى أنّ الحالات المسؤول عنها هي:


(١) النسائي، ٣١٣٨، ٣١٣٩، الجهاد، وأحمد، ٢٢١٨٤، ٢٢٢٢١، ٢٢٢٨٢، والدارمي، ٢٤١٦، الجهاد.
(٢) البخاري، ٢٨١٠، في الجهاد والسير، والعلم، ١٢٣ وأخرجه في مواضع بألفاظ متقاربة، ومسلم، ١٩٠٤، في الإمارة، وغيرهما.
(٣) الفتح: ١/٢٢٢.

<<  <   >  >>