لهذا وذاك قام سلف هذه الأمة وبينوا أمر التوحيد أتم بيان وأوضحه في أجلى صورة وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وكان من أولئك الأفذاذ الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وجمعنا به في فردوسه الأعلى. نشأ رحمه الله تعالى في بيئة يتخبط كثير من أهلها في ظلمات الشرك وأوحال المعاصي والضلالات فشمر عن ساعد الجد في بيان الحق وتقريره فنفع الله به أمماً من الناس فهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط العزيز الحميد.
وشرِق بدعوته آخرون فرد الله كيدهم وأبطل مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.
رحم الله هذا الإمام وجزاه خيراً على ما قدّم.
وكان كتاب التوحيد الذي صنفه هذا الإمام من أعظم كتبه نفعاً. تداوله العلماء وطلاب العلم شرحاً وتدريساً وتقريراً وكتابة فتعددت شروحه وحواشيه والتعليقات عليه. وهذا دليل على صدق نية الشيخ رحمه الله تعالى.
وكان من أولئك العلماء الذين قاموا بشرح هذا الكتاب شيخنا أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله تعالى ورعاه ووفقه لما يحبه ويرضاه.
بدأ أثابه الله شرحه في يوم الأحد الثاني من شهر شعبان، سنة ثمان وأربعمائة بعد الألف ٢/٨/١٤١٢هـ من الهجرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة والتسليم. وانتهى في يوم الأحد الثامن من شهر