إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه ولا ريب أن للعلم أثراً على أصحابه ويزيد على ذلك الأثر بحسب همة صاحبه فمن مستقل ومستكثر.
وأعظم العلوم أثراً على صحابها بل هو أصل العلم وأساسه "علم التوحيد" فهو الذي يزيد العبد معرفة بربه وينير الطريق لسالكه، وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه"١". لكن الشيطان أجلب بخيله ورجله على كثير من الناس فخالط توحيدهم شوائب متنوعة منها ما ينافي كمال التوحيد ومنها ما ينافيه بالكلية.
فتخبط كثير من الناس في أمور ما أنزل الله بها من سلطان وحكّموا عقولهم دون غيرها فضلوا وأضلوا كثيراً.