الدليل الثالث: ما ثبت في البخاري أنه –صلى الله عليه وسلم- سُحر حتى كان يخيل إليه أن يفعل الشيء وهو لا يفعله.
الدليل الرابع: ما رواه ابن جرير عن عائشة –رضي الله عنها- قالت:"جاءتني امرأة تطلب النبي –صلى الله عليه وسلم- بعد موته فأخبرتها فبكت كثيراً، وسألتها فقالت: فقدت زوجي، فجاءتني امرأة عجوز فجاءت بكلبين أسودين فركبت واحداً وركبت هي الآخر حتى أتينا أرض بابل فجئنا إلى رجل فقلت: أريد أن أتعلم السحر. فردني فرجعت مرة ثانية، فقال لي: اذهبي فبولي في ذلك التنور، قالت: فذهبت فرعبت فرجعت ولم أفعل شيئاً. فقال لي: ارجعي. قالت: فرجعت فبلت في التنور فخرج مني فارس فارتفع في السماء. فرجعت إلى الرجل فأخبرته قال: صدقت ذلك الإيمان خرج منك فأصبحت لا أريد شيئاً إلا حصل فلا أبذر حباً إلا نبت بسرعة ... إلى أن قالت: فندمت على ما عملت".
القصة ذكرها ابن جرير في تفسير سورة البقرة عند الآيات التي ذكرت السحر.
وقال أثابه الله:{لَمَنِ اشْتَرَاهُ} الشراء بذل العوض في تحصيل المشترى، والعوض الذي بذله هؤلاء هو دينهم كما حكى الله عن المنافقين {اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ}[آل عمران: ١٧٧] وهؤلاء قد اشتروا السحر بإيمانهم.