للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آله ها هنا هم الذين حرم الله عليهم الصدقات المفروضه وهم ذوو القربى الذين جعل لهم بدلها خمس الخمس من الفيء والغنائم وقال غيره: آل الرسول أهل دينه الذين يتبعون سنته كما أن آل فرعون في قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ،١ هم أهل ملته الذين تابعوه على كفره وكأن هذا القول أقربها إلى الصواب.

وإذ فسرت ما جاء في افتتاح الصلاة والذكر فيها فإني أفسر فاتحة الكتاب بألفاظ وجيزة ينتفع قارئها بمعرفتها ويتدبر تلاوتها إذا صلى بها فيضاعف الله عز وجل له الحسنات بمنه ورحمته.

قول الله عز وجل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فيه قولان لأهل اللغة: أحدهما الثناء لله وحمدت الله أي أثنيت عليه وقيل: الحمد لله معناه الشكر لله على نعمائه والحمد والشكر في اللغة يفترقان فالحمد لله الثناء على الله تعالى بصفاته الحسنى والشكر أن يشكره على ما أنعم به عليه وقد يوضع الحمد موضع الشكر ولا يوضع الشكر موضع الحمد.

وقوله: {لِلَّهِ} : أي للمعبود الذي هو معبود جميع الخلق لا معبود سواه ولا إله غيره قال الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرض إِلَهٌ} ٢ أي معبود، لا نعبد ربا سواه ولا نشرك به شيئا.

{رَبِّ الْعَالَمِينَ} : مالك الخلائق اجمعين الواحد عالم وهو اسم لجميع أشياء مختلفه ومن جعل العالمين الجن والإنس جعل العالم جمعا لأشياء متفقة.

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} : صفتان من صفات الله عز وجل ولا يوصف بالرحمن غير الله تعالى فأما الرحيم فجائز أن يقال: فلان رحيم وهو أبلغ من الراحم.

وقوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : أي ذو الملكة يوم الدين وهو يوم الجزاء بالاعمال ومنه قولهم:


١- سورة غافر الآية ٤٦.
٢- سورة الزخرف الآية ٨٤.

<<  <   >  >>