للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه " ١. وعن ابن مسعود، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " ألا هل أنبئكم ما العضة؟ هي النميمة: القالة بين الناس "٢ رواه مسلم.

....................................................................................................................

قوله: وللنسائي هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن صاحب السنن الكبرى والمجتبى وغيرهما، روى عن محمد بن المثنى وابن بشار وقتيبة وخلق وكان إليه المنتهى في العلم بعلل الحديث، مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وله ثمانون سنة.

قوله: " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر "قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ٣ يعني السواحر اللاتي يفعلن ذلك، والنفث هو دون التفل.

وقوله: " ومن تعلق شيئا وكل إليه "أي من علق قلبه بشيء بحيث يرجوه ويخافه وكله الله إلى ذلك الشيء، ومن قصر تعلقه على الله وحده كفاه ووقاه كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ} ٤، وقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٥، ومن تعلق قلبه بغير الله في رجاء نفع أو دفع ضر فقد أشرك.

قوله: وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " ألا هل أنبئكم ما العضة؟ هي النميمة: القالة بين الناس " رواه مسلم.

قوله: "ألا أنبئكم ما العضه؟ " بفتح المهملة وسكون المعجمة ثم فسرها بقوله:


١ رواه النسائي ٧/ ١١٢ في تحريم الدم: باب الحكم في السحرة , وهو حديث ضعيف. والفقرة الأخيرة: "ومن تعلق شيئا وكل إليه" لها شاهد من حديث عبد الله بن عكيم - رضي الله عنه -,عند الترمذي رقم (٢٠٧٣) في الطب: باب ما جاء في كراهية التعليق , وعند أحمد ٤/ ٣١٠ و ٣١١، والحاكم ٤/ ٢١٦ , وفي سنده محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى , وهو سيء الحفظ ولكنه يصلح شاهدا لهذه الفقرة فتتقوى هذه الفقرة.
٢ رقم (٢٦٠٦) في البر والصلة والأداب: باب تحريم النميمة. وأحمد (١/٤٣٧) . قوله: " العضة" , هذه اللفظة رددها على وجهين: أحدهما العضة والثاني العضة؟ والثاني هو الأشهر في كتب الحديث وغريبه , والأول أشهر في كتب اللغة. وتقدير الحديث والله أعلم: ألا أنبئكم ما العضة الفاحش الغليظ التحريم.
٣ سورة الفلق آية: ٤.
٤ سورة الطلاق آية: ٣.
٥ سورة المائدة آية: ٢٣.

<<  <   >  >>