للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "صحيح البخاري" قال علي: " حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكَذَّب الله ورسوله؟ "١.

وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أنه

.....................................................................................................................

قوله: "قال علي: " حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟ "" وهذا، - والله أعلم -، قاله حين كثر القصاص في خلافته وصاروا يذكرون أحاديث ليست من الأحاديث المعروفة، ولهذا كثر الوضع بهذا السبب، وغير المعروف يحتمل أن يكون فيه ما يصح وفيه ما لا يصح؛ فإذا سمعه من لم يعرفه أنكره وربما كان حقا فلا ينبغي التحديث إلا بما صح وثبت واشتهر عند المحدثين والفقهاء، وما ليس كذلك فلا ينبغي أن يحدث به لاحتمال أن يكون غير صحيح، وقد " كان أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ينهى عن القصص؛ لما فيه من التساهل في النقل ويقول لا يقص إلا أمير أو مأمور ".

قوله: "وروى عبد الرزاق " هو ابن همام الصنعاني المحدث، محدث اليمن صاحب التصانيف، أكثر الرواية عن معمر بن راشد صاحب الزهري وهو شيخ عبد الرزاق يروي عنه كثيرا، ومعمر بفتح الميمين وسكون العين أبو عروة ابن أبي عمرو راشد الأزدي الحراني ثم اليماني من أصحاب محمد بن شهاب الزهري ويروي عنه كثيرا.

قوله: "عن ابن طاوس " هو عبد الله بن طاوس اليماني، قال معمر: كان من أعلم الناس بالعربية. وقال ابن عيينة: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

قوله: "عن أبيه " هو طاوس بن كيسان الجندي بفتح الجيم والنون الإمام العالم، قيل: اسمه ذكوان قاله ابن الجوزي. "قلت " وهو من أئمة التفسير ومن أوعية العلم، قال في تهذيب الكمال عن الوليد الموقري عن الزهري قال: " قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري؟ قال: قلت: من مكة، قال: من خلفت يسودها وأهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح، قال: فمن العرب أم


١ ١/٢٢٥ تعليقا في العلم: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا.

<<  <   >  >>