وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان " ١ رواه أبو داود بسند صحيح.
وجاء عن إبراهيم النخعي أنه " يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان ".
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة في الأنداد.
الثانية: أن الصحابة - رضي الله عنهم - يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر بأنها تعم الأصغر.
صادقا "ومن المعلوم أن الحلف بالله كاذبا من الكبائر، لكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان أصغر كما تقدم.
قوله: "وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان " وذلك لأن العطف بالواو يقتضي المساواة؛ لأنها في وضعها لمطلق الجمع بخلاف الفاء وثم، وتسوية المخلوق بالخالق بكل نوع من العبادة شرك، وهذا ونحوه من الشرك الأصغر.
قوله:"وعن إبراهيم النخعي أنه " يكره أن يقول أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان " "إبراهيم هو النخعي، وهذا فيما يقدر عليه الحي الحاضر بخلاف من ليس كذلك ممن لا يسمع كلاما ولا يرد جوابا كالأموات والغائبين.
١ رواه أبو داود رقم (٤٩٨٠) في الأدب: باب لا يقال خبثت نفسي , وأحمد في " المسند" ٥/٣٨٤، والنسائي في " عمل اليوم والليلة" رقم (٩٨٥) , وعنه ابن السني رقم (٦٦٦) طبعة دار البيان بدمشق , وهو حديث صحيح. انظر " الأحاديث الصحيحة" رقم (١٣٧) .