للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته"١.

فيه مسائل:

الأولى: التغليظ الشديد في المصورين.

الثانية: التنبيه على العلة، وهو ترك الأدب مع الله لقوله: " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ".

الثالثة: التنبيه على قدرته وعجزهم، لقوله: " فليخلقوا ذرة أو شعيرة".

الرابعة: التصريح بأنهم أشد الناس عذابا.

الخامسة: أن الله يخلق بعدد كل صورة صورها نفسا يعذب بها في جهنم.

السادسة: أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح.

السابعة: الأمر بطمسها إذا وجدت.

.....................................................................................................................

فهذا ما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم من إنكار هذه الأمور وإزالتها: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} ٢ فأكثروا التصوير واستعملوه وأكثروا البناء على القبور وزخرفوها وجعلوها أوثانا. وزعموه دينا وهو أعظم المنكرات وأكبر السيئات، تعظيما للأموات وغُلوا، وعبادة لغير الله بأنواع العبادة التي هي حق الله على عباده.

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "ومن جمع بين سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم في القبور وما نهى عنه، وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم، رأى أحدهم مضادا للآخر مناقضا له بحيث لا يجتمعان أبدا".


١ مسلم رقم (٩٦٩) في الجنائز: باب الأمر بتسوية القبر , وأبو داود رقم (٣٢١٨) في الجنائز: باب في تسوية القبر , والترمذي رقم (١٠٤٩) في الجنائز: باب ما جاء في تسوية القبور , والنسائي ٤/٨٨ و ٨٩ في الجنائز: باب تسوية القبور إذا رفعت , وأحمد في " المسند" ١/٩٦ و ١٢٩ من حديث علي رضي الله عنه.
٢ سورة البقرة آية: ٥٩.

<<  <   >  >>