للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} "١".

وإذا كان هذا هو المبدأ، فإن معناه أنه لم يعد للحياة مبدأ.

وإذا كان هذا هو المبدأ، فإن معناه أن الحق ليس ثابتا، وإنما يميل بحسب اختلاف نسب القوة بين الناس!.

وإذا كان هذا هو المبدأ، فإن معناه أنه ما من قوي يأخذ حقه بذراعه مرة إلا وفي الناس من هو أقوى منه فيقلب الميزان؛ فيصبح الحق له!.

وهذه ليست إلا شريعة الغاب!.

وما هذا إلا مبدأ الكلاب التي يأكل بعضها بعضا في كثير من الأحيان، على الرغم من أنه لا حاجة بها إلى أن يفترس بعضها بعضا؛ لأن الرزق، أو القوت، يتسع للجميع؛ لكن الكلاب لا تفهم هذا!.

بل حتى لو أخذ الناس فيما بينهم بمبدأ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ، وهو المبدأ الذي أمر الله به تجاه العدو الكافر؛ فإن الله جعل في الأمر مع العدو الكافر فسحة، حيث جعل مجالا للسلم؛ فقال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} ٢"!!.

فهل من مجال للسلم-لدى أصحاب هذا الاتجاه من الناس-مع أخيهم المسلم أو قريبهم أو الأكبر سنا، أو مع المخطيء، أو مع المصيب الذي


"١" ٦٠: الأنفال: ٨.
"٢" ٦١-٦٢: الأنفال: ٨.

<<  <   >  >>