للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توهموه مخطئا، بمحض نفوسهم المريضة!.

ألم يعلم هذا الصنف من الناس-الذين لم يرضوا بانحراف أنفسهم حتى أخذوا في إفساد غيرهم بمثل هذه "النصائح" المنتكسة-أن أفضل طريق للحق هو أن تكون على الحق ومع الحق؟!.

ألم يعلم هذا الصنف من الناس أن أفضل طريق للحق هو أن يحترموا حقوق الآخرين ومشاعرهم.

ألم يعلم هذا الصنف من الناس أن أفضل طريق للحق هو أن يلزموا أنفسهم، ومن هو في نصحهم، بمحاسبة النفس -قبل الآخرين-على حقوق الناس الحسية والمعنوية ومشاعرهم والتلطف معهم، سواء أكانوا أقوياء أم ضعفاء، وسواء أكانوا أقارب أم أباعد، وسواء أكانوا فضلاء أم دون ذلك، وأن هذا هو أسلم الطرق لأخذ الحقوق-في الدنيا وفي الآخرة-!.

وأين هؤلاء الناصحون لأنفسهم بذلك المبدأ الجائر، مما دعا الله إليه عباده ومدحهم به وأخبر أنهم بسببه يكونون في مقام المحسنين الذين يحبهم الله، فقال سبحانه: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} "١".


"١" ١٣٣-١٣٦: آل عمران: ٣.

<<  <   >  >>