للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمر بالصلاة في القرآن بقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} " ١"؛ فهو أمر بإقامتها، وليس أمرا بمجرد أدائها أو فعلها.

وإقامة الصلاة لا تكون إلا بثلاثة أشياء"٢":

الأول: أداؤها.

الثاني: إعطاؤها حقوقها من الأركان والواجبات والشروط والسنن.

الثالث: المداومة عليها.

فمن ترك واحدا من هذه الثلاثة لم يقم الصلاة؛ فليراجع إيمانه، وليتق الله ربه؛ فإن الصلاة آخر ما يبقى من دين المرء؛ فقد جاء في الأثر: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة""٣". قال الإمام أحمد: "فصلاتنا آخر ديننا، وهي أول ما نسأل عنه غدا من أعمالنا، فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين؛ فإذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام، فكل شيء يذهب آخره: فقد ذهب جميعه"!.


"١" جاء مثل التعبير في: ٧٧: النساء: ١٠٤، و٨٧: يونس: ١٠، و٥٦: النور: ٢٤، و٣١: الروم: ٣٠، و٢٠: المزمل: ٧٣.
"٢" استفدت هذا من أستاذي الشيخ: الغزالي عيد أبو عينين، رحمه الله تعالى.
"٣" جاء هذا بعدة ألفاظ، عن ابن مسعود رضي الله عنه، من قوله في المعجم الكبير، للطبراني، والسنن الكبرى، للبيهقي، كما جاء في مسند الشهاب عن أنس، مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المعجم الكبير، عن شداد بن أوس، مرفوعا بألفاظ مختلفة أيضا، وقد اقتصر عدد من هذه الروايات على الشطر الأول من الحديث، وأورده في المستدرك عن حذيفة من قوله مطولا. وليس هذا الموضع محتملا للتفصيل في التخريج.

<<  <   >  >>