للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد حسب الناس ذلك؛ ولهذا قال الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ} .

بل قال الله سبحانه بعد هذه الآية: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} "١"؛ فليس الذين ماتوا في سبيل الله أحياء فقط، بل جمعوا ثلاث خصال، كل واحدة تستحق أن يموت في سبيلها الرجال:

الأولى: أنهم أحياء عند ربهم!

الثانية: أنهم فرحون بما آتاهم الله من فضله.

الثالثة: أنهم يستبشرون بإخوانهم الذين لم يموتوا بعد في سبيل الله، لكنهم اختاروا الحياة في سبيل الله؛ فمن ثم يستبشر بهم إخوانهم الذين سبقوهم إلى الدار الآخرة بالموت في سبيل الله، الذي هو الحياة الحقة؛ فيتمنون لهم مثل ما أعطاهم ربهم!. وأكمل الآيتين بعدها.

وقد أكد الله تعالى الفرق العظيم بين موت هو الحياة، وحياة هي الموت؛ فقال: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} "٢".

وهكذا قل بالنسبة للأمثلة في مختلف مناحي الحياة؛ فينسحب مثلا: هذا المثال-الذي ساقته الآيات-على الحياة في طاعة الله، والحياة في معصية الله؛ فالفرق بين الحياتين كالفرق بين الموت والحياة، ولكن بحسب ميزان الله


"١" ١٧٠: آل عمران: ٣.
"٢" ١٥٧: آل عمران: ٣

<<  <   >  >>