للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا اشتبه عليه الحق في هذا الباب أو غيره، فليدع بما رواه في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا قام من الليل: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

قال شيخ الإسلام علم الهداة الأعلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ الإمام بن عبد الوهاب أجزل الله لهم الثواب وأدخلهم الجنة بغير حساب.

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي قال الله خطاباً له: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه ومن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

أما بعد فإني وقفت على جواب للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين وقد سئل عن أبيات من البردة وما فيها من الغلو والشرك العظيم المضاهي لشرك النصارى ونحوهم ممن صرف خصائص الربوبية والألوهية لغير الله كما هو صريح الأبيات المذكورة، ولا يخفى على من عرف دين الإسلام أنه الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله لمن لم يتب منه وأن الجنة عليه حرام، وذكر الشيخ في جوابه أن الأبيات المذكورة تضمنت الشرك وصرف خصائص الربوبية والألوهية لغير الله، فأعترض عليه جاهل ضال فقال مبرئا لصاحب الأبيات من ذلك الشرك بقوله حماه الله من ذلك، ويكفيه في نفي هذه الشفاعة قوله أول المنظومة.

دع ما ادعته النصارى في نبيهم.

البيت المطابق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم".

الجواب: إن هذه التبرئة إنما نشأت عن الجهل وفساد التصور فلو عرف الناظم وهذا المعترض ومن سلك سبيلهم حق الله على عباده وما اختص به من ربوبيته وألوهيته وعرفوا معنى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لما قالوا هم وأمثالهم ممن جهل التوحيد كما قال تعالى في حق من هذا وصفه: {وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} فالجهل بما بعث الله به رسله قد عم كثيراً من

<<  <   >  >>