للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العاص بن وائل يلبس الديباج المزرّر بالذهب، وإنّ الخطّاب بن نفيل ليحمل الحطب على حمار بمكّة، فقال له محمد بن مسلمة: أبوك وأبوه فى النار، وعمر خير منك، ولولا اليوم الذي أصبحت تذمّ لألفيت «١» معتقلا عنزا يسرّك غزرها ويسوءك بكؤها: فقال عمرو: هى فلتة المغضب وهى عندك بأمانة، ثم أحضره ماله فقاسمه إيّاه ثم رجع.

قال: وكان سبب مقاسمة عمر بن الخطاب العمّال كما حدثنا أبو الأسود النضر ابن عبد الجبّار، وعبد الملك بن مسلمة، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب عن خالد بن الصعق «٢» قال شعرا كتب به إلى عمر بن الخطّاب:

أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... فأنت ولىّ الله فى المال والأمر

فلا تدعن أهل الرّساتيق والجزى ... يسيغون «٣» مال الله فى الأدم الوفر «٤»

فأرسل إلى النعمان فاعلم حسابه ... وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر

ولا تنسينّ النّافعين «٥» كليهما ... وصهر بنى غزوان عندك ذا وفر

ولا تدعونّى للشّهادة «٦» إنّنى ... أغيب ولكنّى أرى عجب الدّهر

من الخيل كالغزلان والبيض كالدّمى ... وما ليس ينسى من قرام ومن ستر «٧»

ومن ريطة مطويّة فى صيانها ... ومن طىّ أستار «٨» معصفرة حمر

إذا التاجر الهندىّ جاء بفارة ... من المسك راحت فى «٩» مفارقهم تجرى

<<  <   >  >>