للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقبل الله عزوجل من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين".١

فهذا الحديث نص صريح في أن الأرض داران، دار إسلام ودار كفر لأن النبي صلى الله عليه وسلم نفى فيه قبول عمل السلم المقيم في ديار الكفار حتى يفارقها، ويهاجر إلى ديار المسلمين، وإلى غير ذلك من الأحاديث التي أوجبت الهجرة، ووجوبها دليل على أن الأرض دار إسلام ودار كفر - لأن الهجرة لا تكون إلاّ من دار الكفر إلى دار الإسلام.

ومن الأحاديث التي دلت على انقسام الأرض إلى دارين: حديث سليمان بن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال: كان رسول الله إذا أمر أميراً على جيش أو سرية٢ أوصاه في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ٣ ولا تغدروا ٤ ولا تمثلوا ٥ ولا تقتلوا وليداً ٦، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) فأيتهن ما أجابوك


١ أخرجه أحمد ٥/٤، ٥، والنسائي ٥/٨٢ – ٨٣ باب من سأل بوجه الله عزوجل، وابن ماجة ٢/٨٤٨ كتاب الحدود باب المرتد عن دينه حديث رقم ٢٥٣٦، قال الألباني: إسناده حسن. إرواء الغليل ٥/٣٢.
٢ السرية: القطعة من الجيش. المصباح المنير ١/٢٧٥.
٣ لا تغلوا: أي لا تخونوا في الغنيمة.
(٤) لا تغدروا: أي لا تنقضوا العهد.
٥ لا تمثلوا: أي لا تشوهوا القتلى بقطع الأنوف والآذان وغيرها من أعضاء الجسم.
٦ وليداً: أي صبيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>