للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان آخر كلامه صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" كما قال ابن عباس رضي الله عنهما أوصى به عند موته.١

وأما القول بأنه صلى الله عليه وسلم أقرهم في اليمن بقوله لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: "خذ من كل حالم ديناراً" فهذا كان قبل أمره صلى الله عليه وسلم بإخراجهم، فإن الأمر بإخراجهم كان في آخر حياته، فالحق وجوب إجلائهم من اليمن وغيره من جزيرة العرب.٢

وكذلك أيضاً إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لمجوس هجر كان قبل الأمر بإخراجهم من جزيرة العرب.

وفعل عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة في إجلاء اليهود من الحجاز إلى بعض الأماكن في جزيرة العرب، لا يقاوم النص الصريح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أمر بإخراجهم من جزيرة العرب.

وأما قول الإمام الشافعي وغيره أنه لا يعلم أحداً أجلاهم من اليمن، فليس ترك إجلائهم بدليل، فإن أعذار من ترك ذلك كثيرة، وقد ترك أبو بكر رضي الله عنه إجلاء أهل الحجاز مع الاتفاق على وجوب إجلائهم لشغله بجهاد أهل الردة، ولم يكن ذلك دليلاً على أنهم لا يجلون، بل أجلاهم عمر رضي الله عنه.٣


١ انظر: سبل السلام للصنعاني ٤/١٣٦٧، ١٣٦٨.
٢ انظر: سبل السلام ٤/١٣٦٨.
٣ سبل السلام ٤/١٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>