للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآفاق شهرة، وقد وفق فيها غاية التوفيق، وبذل فيها مجهوداً كبيراً سيظل أعظم عمل علمي قام به. وكانت وفاته سنة ٢١٨هـ وقيل سنة ٢١٣هـ.

٤ و ٥- وقد رجعت إلى مؤلفين كبيرين من مؤلفات ابن جرير الطبري وهما (تاريخ الرسل والملوك) وتفسيره المسمى (جامع البيان في تأويل أي القرآن) .

وسوف أعطي عن كل واحد منهما نبذة من ناحية التحليل والفائدة التي استفدتها منهما.

فأبدأ بالكلام على التاريخ وهو من أعظم الكتب التاريخية وقد عني فيه ابن جرير بالجمع والاستقصاء، وبناه على منهج المحدثين من حيث الرواية بالسند، ولم يكن يعني فيه بالتحقيق والتمحيص والنقد، وإنما كان يهمه الجمع، وذكر الوقائع منسوبة إلى قائليها ورواتها١.

وقد اعتذر هو عن نفسه فقال: "وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره مما شرطت أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه ..." إلى أن قال:

"فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدّينا ذلك على نحو ما أدي إلينا"٢.

وهذا المسلك الذي سار عليه ابن جرير رحمه الله، برغم أنه محدث كبير يدل على أن علماء الحديث لا يعاملون الأحداث التاريخية بمثل ما يعاملون به الحديث النبوي من نقد وتمحيص، بل يتساهلون برواية الحوادث التاريخية، ولا


١ مقدمة تاريخ ابن جرير ١/٧.
٢ انظر كلام ابن جرير عن منهجه في تاريخه ١/٧-٨.

<<  <   >  >>