للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: الدروس والعبر المستقاة من غزوة المريسيع]

[المبحث الأول: الحكمة في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من جويرية]

...

[المبحث الأول: الحكمة في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من جويرية]

إن الحكمة تتجلى في موقفها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر ما آل إليه أمرها وما تجده من المرارة والأسى على ما حل بقومها لأنها لا تعرف الذل والهوان، فهي ابنة سيد قومه، وقد رزئت بكارثة عظمى، فقتل زوجها ومقاتلة قومها وسبي النساء والذرية، ووقعت تحت ذل الرق والعبودية، فكاتبت على نفسها لتظفر بحريتها، ولكنها عجزت عن أداء كتابتها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله المواساة والمساعدة على أداء كتابتها، فوقفت أمامه تعرفه بنفسها ومكانتها في قومها، فقالت: "يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك، أستعينك على كتابتي"، فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحالها وعرض عليها أن يؤدي عنها كتابتها ويتزوجها ليرفع من شأنها ويعوضها خيرا مما فقدته من العز والشرف والسنا لأن بقاء مثلها عند أحد أفراد الجيش مما يزيد الأسى في نفسها، ومن ناحية أخرى ليعيد صلى الله عليه وسلم إلى قومها العزة والكرامة، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم منها سببا في إطلاقهم من قيود الأسر، وقد وقع ما أراده صلى الله عليه وسلم فما أن تزوج جويرية حتى تسامع

<<  <   >  >>