للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: القضاء على فتنة المنافقين]

قال البخاري: حدثنا محمد١ أخبرنا مخلد٢ بن يزيد أخبرنا ابن جريج٣، قال أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثاب٤ معه ناس من المهاجرين، حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب٥، فكسع أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما بال دعوى الجاهلية"، ثم قال: "ما شأنهم؟ "


١ محمد هنا: المراد به ابن سلام، كما جزم بذلك أبو نعيم في المستخرج، وأبو علي الجياني، انظر فتح الباري ٦/ ٥٤٧، وهدي السارب مقدمة فتح الباري ص ٢٣٩، وهو محمد بن سلام بن الفرج، السلمي، مولاهم، البيكندي، بكسر الموحدة وسكون التحتانية وفتح الكاف وسكون النون، أبو جعفر، مختلف في لام أبيه والراجح التخفيف، ثقة ثبت من العاشرة (ت٢٢٧) ، خ: التقريب ٢/ ١٦٨.
٢ مخلد بن يزيد القرشي، الحراني، صدوق له أوهام، من كبار التاسعة (ت١٩٣) ، خ م د س ق. المصدر السابق ٢/ ٢٣٥.
٣ عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي، مولاهم المكي، ثقة، فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل، من السادسة (ت١٥٠) أو بعدها، ع. المصدر السابق١/٥٢٠.
٤ ثاب معه: أي اجتمع.
٥ رجل لعاب: أي بطال، وقيل كان يلعب بالحراب كما تصنع الحبشة، وهو جهجاه ابن قيس الغفاري، فتح الباري ٦/ ٥٤٦ وسماه ابن إسحاق: جهجاه بن مسعود. وكان جهجاه من المتألبين على عثمان بن عفان وأنه قام إلى عثمان وهو على المنبر فأخذ عصاه وكسرها فما حال عليه الحول حتى أرسل الله في يده الأكلة فمات منها، هكذا نقل ابن حجر في الإصابة ١/ ٢٥٣.

<<  <   >  >>