للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني فحدثته، فأرسل١ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه فأصابني٢ هم لم يصبني مثله قط، فجلست٣ في البيت، فقال لي عمي: "ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك"٤، فأنزل٥ الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون} ، [سور المنافقون، الآية: ١] ٦.


١ جاء عند الطبري في التفسير ٢٨/ ١٠٩ من هذه الطريق أن المرسل إلى عبد الله بن أبي هو علي رضي الله عنه.
٢ قوله: "فأصابني هم" وفي رواية زهير بن معاوية: "فوقع في نفسي مما قالوا شدة" انظر ص ١٨٠، وفي رواية أبي سعيد الأزدي عن زيد عند الترمذي ٥/ ٨٨ "فوقع علي من لهم ما لم يقع على أحد".
٣ فجلست في البيت "المراد به المكان الذي كان نازلا فيه". وفي رواية محمد بن كعب القرظي عند البخاري ٦/ ١٢٧ "فرجعت إلى المنزل فنمت" وعند الترمذي ٥/ ٨٩ "ونمت كئيبا حزينا" انظر ص ١٧٩ وفي رواية ابن أبي ليلى عند النسائي "جلست في البيت مخافة إذا رآني الناس أن يقولوا كذبت وهي في السنن الكبرى عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم عن يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن زيد بن أرقم". انظر تحفة الأشراف في معرفة الأطراف للمزي ٣/ ١٩٨ وفتح الباري ٨/ ٦٤٥ وعلقها البخاري عن ابن أبي زائدة بصيغة الجزم، عقب رواية محمد بن كعب القرظي، انظر البخاري ٦/ ١٢٧ وانظر الحديث بطوله في تفسير الطبري ٢٨/ ١١٢.
٤ وفي رواية محمد بن كعب القرظي عند البخاري (فلامني الأنصار) وعند الترمذي (فلامني قومي) انظر ص ١٧٩.
٥ في رواية زهير حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في {إذا جاءك المنافقون} انظر ص ١٨٠.
٦ وكان نزول ذلك وهم راجعون من الغزوة إلى المدينة، كما بينت ذلك رواية الترمذي من طريق أبي سعيد الأزذي وهي: حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي، أخبرنا زيد بن أرقم، قال: غزونا مع رسول الله صلى اله عليه وسلم الحديث ... وفيه "فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قد خفقت برأسي من الهم، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا، ثم أن أبا بكر لحقني فقال: "ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ " قلت: ما قال لي شيئا إلا أنه عرك أذني وضحك في وجهي، فقال: "أبشر"، ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقون" هذا حديث صحيح. الترمذي ٥/ ٨٨، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤٨٨ وقال عقبه: "قد اتفق الشيخان على إخراج أحرف يسيرة من هذا الحديث"، من حديث أبي إسحاق السبيعي عن زيد بن أرقم، وأخرج البخاري متابعا لأبي إسحاق من حديث شعبة، عن الحكم عن محمد بن كعب القرظي، عن زيد بن أرقم، ولم يخرجاه بطوله، والإسناد صحيح وأقره الذهبي، وانظر حاشية ص ١٨٠، وفي رواية أبي الأسود عن عروة "فبينما هم يسيرون أبصروا رسول الله صلى اله عليه وسلم يوحى إليه "فنَزلت"، أي: السورة"، انظر فتح الباري ٨/ ٦٤٥.

<<  <   >  >>