للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجاله رجال الجماعة وهو مرسل أيضا".

فهذه الأحاديث كلها صريحة في أن هذه الكلمة صدرت من عبد الله بن أبي ابن سلول في غزوة بني المصطلق.

صرح الواحدي بأن هذا هو قول أهل التفسير وأصحاب السير١.

وبعد أن بينا أن هذه المقالة صدرت من ابن أبي في غزوة بني المصطلق يحسن أن نذكر الأحاديث الدالة على أن هذه المقالة صدرت من عبد الله بن أبي ابن سلول أيضا في غزوة تبوك، ثم نعقب ذلك بالقول الراجح حسب ما يظهر.

أ- جاء عند الترمذي والنسائي وهذا سياق الترمذي: حدثنا محمد ابن بشار أخبرنا محمد بن أبي عدي، قال: أنبأنا شعبة عن الحكم بن عتبة قال: سمعت محمد بن كعب القرظي منذ أربعين سنة يحدث عن زيد بن أرقم أن عبد الله بن أبي قال في غزوة تبوك: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فحلف ما قاله، فلامني قومي، فقالوا: ما أردت إلا هذه فأتيت البيت ونمت كئيبا حزينان فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم، أو أتيته فقال: "إن الله قد صدقك".

قال: فنَزلت هذه الآية: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ، [سورة المنافقون، من الآية: ٧] ، "هذا حديث حسن صحيح"٢.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: عم محمد بن بشار بندار عن محمد بن جعفر غندر وابن أبي عدي، كلاهما عن شعبة به٣. "وكلا الحديثين رجالهما رجال الجماعة".

وهو عند البخاري وأحمد من طريق شعبة عن الحكم به٤.


١ أسباب النزول، ص ٢٨٧.
٢ الترمذي ٥/ ٨٩، كتاب التفسير.
٣ تحفة الأشراف للمزي ٣/ ٢٠١.
٤ البخاري ٦/ ١٢٧، كتاب التفسير وأحمد ٤/ ٣٦٨.

<<  <   >  >>