للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرظي أن ذلك كان في غزوة تبوك، حسبما ذكره أبو عيسى الترمذي".

وروى في الصحيح أنها كانت في غزوة بني المصطلق١، حسن صحيح وهو الصحيح، وإن كان صحح أيو عيسى حديث محمد ابن كعب، لكن صحيح الصحيح ما بيناه٢.

وقال ابن كثير عقب مرسل سعيد بن جبير المتقدم٣، قوله: "إن ذلك كان في غزوة تبوك فيه نظر، بل ليس بجيد، فإن عبد الله بن أبي ابن سلول، لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك، بل رجع بطائفة من الجيش، وإنما المشهور عند أصحاب المغازي والسير أن ذلك كان في غزوة المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق"٤.

وقال ابن حجر عقب مرسل سعيد بن جبير نفسه: "والذي عليه أهل المغازي أنها غزوة بني المصطلق٥، ويؤيده "أن في حديث جابر بن عبد الله"، وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين، حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد"٦.

فهذا مما يؤيد تقدم القصة، ويوضح وهم من قال إنها كانت بتبوك، لأن المهاجرين حينئذ كانوا كثيرا جدا، وقد انضافت إليهم مسلمة الفتح في غزوة تبوك، فكانوا حينئذ أكثر من الأنصار٧ اهـ.


١ يريد حديث جابر بن عبد الله المتقدم، ص ١٧٥ وما بعدها.
٢ عارضة الأحوذي، ١٢/ ٢٠٠.
والمعنى: أن الترمذي قال عن حديث جابر بن عبد الله بأنه حسن صحيح، والحديث ثابت في الصحيحين، وقال عن حديث محمد بن كعب القرظي، بأنه حسن صحيح كذلك، وحديث محمد بن كعب القرظي عند الترمذي والنسائي. فقال ابن العربي: وإن كان الترمذي قد صحح كلا الحديثين، لكن الصحيح حديث جابر بن عبد الله لأنه ثابت في الصحيحين.
٣ انظر ص ١٨١.
٤ تفسير ابن كثير ٤/ ٣٦٩.
٥ فتح الباري ٨/ ٦٤٤ و٦٥٠.
٦ انظر الحديث ص ١٧٥- ١٧٦ وما بعدها.
٧ المصدر السابق ٨/ ٦٧٧ و٦٥٠.

<<  <   >  >>