للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى مسلم من طريق الأعمش عن أبي سفيان١ عن جابر، نحو هذه القصة، إلا أنه لم يسم الذي مات من المنافقين، قال: هبت ريح شديدة، والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال: "هذه لموت منافق"، فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات عظيم من عظماء المنافقين. انتهى٢.

قلت: حديث مسلم المشار إليه هو: حدثني أبو كريب٣ محمد بن العلاء حدثنا حفص٤ (يعني بن غياث) عن الأعمش٥، عن أبي سفيان، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت هذه الريح لموت منافق"، فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات٦.

وأورده عبد بن حميد من هذه الطريق وسمى المنافق رافع بن التابوت وهذا نصه: حدثنا إبراهيم٧ بن الأشعث، ثنا فضيل٨ بن عياض عن سليمان٩، عن أبي سفيان، عن جابر - رضي الله عنه - "كنا مع النبي صلى الله


١ أبو سفيان: هو طلحة بن نافع، أبو سفيان الإسكاف، نزيل مكة، صدوق من الرابعة /ع. تقريب التذيب ١/ ٣٨٠.
٢ البداية والنهاية ٤/ ١٥٨.
٣ تقدمت ترجمته.
٤ حفص بن غياث بمعجمة مكسورة، وياء ومثلثة، ابن طلق بن معاوية النغعي، أبو عمر الكوفي، القاضي، ثقة فقيه، تغير حفظه قليلا في الآخر، من الثامنة، (ت١٩٤) / ع. التقريب ١/ ١٨٩.
٥ سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي، الأعمش، ثقة حافظ، عارف بالقراءة ورع، لكنه يدلس، من الخامسة، (ت١٤٧أو١٤٨) /ع. المصدر السابق١/ ٣٣١.
٦ مسلم ٨/ ١٢٤، كتاب صفة المنافقين.
٧ إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل، وثقه ابن حبان، والحاكم وضعفه أبو حاتم: لسان الميزان ١/ ٣٦.
٨ فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي الزاهد المشهور، أصله من خراسان وسكن مكة ثقة، عابد إمام ن من الثامنة، (ت١٨٧) وقيل قبلها/ خ م د ت س. المصدر السابق ٢/ ١١٣.
٩ سليمان: هو الأعمش.

<<  <   >  >>