للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القرآن، ثم يعقبها بالحديث الموضح لها، أو تفسير الصحابة إن وجد أو تفسير كبار التابعين، وكان يعني بتحقيق الروايات وتمحيصها وبيان صحيحها من سقيمها، ولم يذكر من الإسرائيليات إلا ما لم يكن فيه محظور مما يذكر فلا يصدق ولا يكذب١.

وخلاصة القول أن هذا التفسير من خير التفاسير وأجودها يمتاز بالإيضاح الكامل لمعنى الآية، مع السهولة واليسر والعناية بالهدف الأساسي من فهم القرآن الكريم. وابن كثير هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر الدمشقي عالم كبير ومقرئ قدير تفنن في علوم كثيرة، واشتهر بالحديث والتفسير والتاريخ، وله مؤلفات عظيمة النفع انتشرت في الآفاق، وقد أثنى عليه العلماء ثناء كبيراً، كان مولده سنة (٧٠١هـ) ووفاته سنة٢ (٧٧٤هـ) .

١٠-ومن المصادر الهامة ذات الشأن العظيم (فتح الباري شرح صحيح البخاري) لحافظ الزمان أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وهذا الكتاب أعظم ديوان في شروح السنة النبوية، وأكبر مرجع في علم الحديث والفقه، وهو من الشهرة والانتشار وذيوع الصيت بمكان عظيم، فهو أوفى شروح صحيح البخاري على الإطلاق؛ فقد بذل فيه مؤلفه جهوداً علمية ضخمة لم تجتمع لغيره من علماء عصره، وقد أمضى في تأليفه زمناً طويلاً يقدر بخمسة وعشرين عاماً، وهو يتحرى فيه الصواب، ويحقق ويمحص ويعرض على علماء عصره، فخرج هذا الكتاب فتحاً جديداً في علوم الإسلام، وفنون الحديث، وسائر المعارف الشرعية، مما لم يسبق له نظير، ولم يأت بعده مثله إلى اليوم، فقد وفق فيه مؤلفه غاية التوفيق، ووصل في تحقيق مسائله نهاية التدقيق، فاجتمعت على الإعجاب به والثناء عليه كلمة العلماء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وكان كاسمه (فتح الباري) فهو اسم طابق المسمى.

وقد نهج فيه مؤلفه منهجاً واضح المعالم، بينه في مقدمته بقوله:"أسوق إن شاء الله الباب وحديثه أولاً، ثم أذكر وجه المناسبة بينهما إن كانت خفية، ثم


١ مقدمة تفسير ابن كثير١/٣-٤،والتبيان في علوم القرآن للصابوني ص٢١٢-٢١٣.
٢ انظر: ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن تلميذ الذهبي ص ٥٧-٥٩، والبدر الطالع للشوكاني ١/١٥٣.

<<  <   >  >>