للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبيه١ قال: قال عبادة بن الصامت٢ يومئذ لابن أبي: "أبا حباب٣، مات خليلك! ". قال: "أي أخلائي؟ "

قال: "من موته فتح للإسلام وأهله"، قال: "من؟ " قال: "زيد بن رفاعة ابن التابوت".

قال: "يا ويلاه، كان والله وكان! " فجعل يذكر٤، فقلت: "اعتصمت بالذنب الأبتر"٥، قال: "من أخبرك يا أبا الوليد بموته؟ " قلت: "رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الساعة أنه مات هذه الساعة"، قال: "فأسقط في يديه وانصرف كئيبا حزينا"، قالوا: "وسكنت الريح آخر النهار، فجمع الناس ظهورهم"٦.

مناقشة الأحاديث:

حديث ابن إسحاق مرسل ورجاله ثقات.


١ هو جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري والد عبد الحميد، ثقة، من الثالثة/ بخ م عم. التقريب ١/ ١٣١.
٢ عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري، الخزرجي أبو الوليد المدني، أحد النقباء، بدري مشهور، مات بالرملة سنة ٣٤ وله ٧٢ سنة، وقيل عاش إلى خلافة معاوية /ع. المصدر السابق ١/ ٣٩٥.
٣ أبو حباب: كنية عبد الله بن أبي ابن سلول، بابنه عبد الله بن عبد الله، كان اسمه حبابا فكان يكتني به، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكان من خيرة الصحابة، انظر الاستعياب لابن عبد البر ٢/ ٣٣٥، والإصابة لابن حجر ٢/ ٣٣٥- ٣٣٦.
وأسد الغابة لابن الأثير ٣/ ٢٩٦، وقد ورد النهي عن تسمية حباب، فروى ابن سعد بسند مرسل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول، وكان اسمه حبابا، فقال: "أنت عبد الله، فإن حبابا اسم شيطان"، وأورد أيضا من مرسل عروة بن الزبير وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحباب: شيطان"، انظر طبقات ابن سعد ٣/ ٥٤١، والبداية والنهاية لابن كثير ٦/٣٣٨.
٤ أي يعدد محاسنه.
٥ الأبتر: المقطوع، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١/ ٩٣.
٦ مغازي الواقدي ٢/ ٤٢٣.

<<  <   >  >>