للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يعذرني من رجل بلغ أذاه في أهل بيتي١، فوالله٢ ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا٣ ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي"٤، فقام سعد ابن معاذ الأنصاري فقال: "أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه٥، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك".

آثار فتنة الإفك:

قالت: فقام سعد٦ بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان رجلاً٧ صالحا، ولكن اجتهلته٨ الحمية، فقال لسعد بن معاذ: "كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا


١ في رواية هشام بن عروة "شيروا علي - بلفظ الأمر - في أناس أبنوا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء، وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط". البخاري ٦/ ٨٩ كتاب التفسير والترمذي ٥/ ١٣فيه، وأحمد ٦/ ٥٩ وتفسير الطبري ١٨/ ٩٣.
والابن: التهمة، كما في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير١/ ١٧ وفي الاعتصام عند البخاري ٩/ ٩٢ "ما تشيرون علي في قوم يسبون أهلي" بصيغة الاستفهام. وفي رواية ابن حاطب "كيف ترون فيمن يؤذيني في أهلي، ويجمع في بيته من يؤذيني", انظر مسند إسحاق بن راهويه ٤/ ١٣٤ وتفسير الطبري ١٨/ ٩٥.
٢ في رواية فليح بن سليمان عند أبي يعلى ٤/ ٤٤٤ "فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا" ثلاث مرات.
٣ هو صفوان بن معطل كما هو مصرح به في أول الحديث انظر ص ٢٠٨.
٤ زاد هشام بن عروة في روايته "ولا غبت في سفر إلا غاب معي". البخاري ٦/ ٨٩ كتاب التفسير ومسلم ٨/ ١١٩ كتاب التوبة.
٥ في رواية صالح بن كيسان عند البخاري ٥/ ٩٨ كتاب المغازي باب حديث الإفك "ضربت عنقه"، بإسناد الضمير إلى نفسه. قال ابن حجر: "إنما قال ذلك لنه سيدهم، فجزم بأن حكمه فيهم نافذ" فتح الباري ٨/ ٤٧٢.
٦ في رواية صالح بن كيسان عند البخاري ٥/ ٩٨ كتاب المغازي باب حديث الإفك "فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه، وهو سعد ابن عبادة وهو سيد الخزرج"، وفي رواية أبي أسامة عن هشام: "وقام رجل من بني الخزرج وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل". البخاري ٦/ ٨٩ كتاب التفسير.
٧ وعند الواقدي في مغازيه١٢/٤٣١ "وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن الغضب بلغ منه وعلى ذلك ما غمص عليه في نفاق ولا غير ذلك، إلا أن الغضب يبلغ من أهله".
٨ اجتهلته الحمية: أي حملته الأنفة والغضب على الجهل. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١/ ٣٢٢ وفي حديث يونس عن الزهري وابن كيسان عن الزهري أيضا: "احتملته الحمية". البخاري ٥/ ٩٩ و٦/ ٨٦ ومسلم ٨/ ١١٨ كتاب التوبة. وهو كذلك في رواية فليح بن سليمان عن الزهري، البخاري ٣/ ١٥٣ كتاب الشهادات وابن شبة ١/ ١٠١ وأبي يعلى: ٤/ ٤٤٤ ولذا قال ابن حجر: "احتملته الحمية كذا للأكثر. ومعناه أغضبته". فتح الباري ٨/ ٤٧٢.

<<  <   >  >>