للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العاص الثقفي"، وتبعه على هذا أبو أحمد١ في الكنى، وابن السكن وابن الأثير، وابن كثير٢.

وقال خليفة بن خياط وابن سعد: "مات في أواخر خلافة معاوية سنة تسع وخمسين"٣، وتبعهما السهيلي٤.

وعند الواقدي والطبري، مات سنة ستين بشمشاط٥٦.

قلت: الراجح في هذا ما ذهب إليه ابن إسحاق وموافقوه، وذلك لأن في حديث الإفك، التصريح من عائشة رضي الله عنها "بأنه قتل شهيدا في سبيل الله"٧.

فهذا يدل على أن وفاته كانت قبل وفاة عائشة رضي الله عنها. وعائشة إنما توفيت في ستة سبع وخمسين، والأكثر على أنها توفيت سنة ثمان وخمسين، وعلى كل حال فالذي ينبغي الجزم به أن وفاته قبل وفاة عائشة لهذا الحديث الصحيح.


١ أبو أحمد هو الحاكم الكبير محدث خراسان الإمام الحافظ الجهبذ، محمد بمن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، الكرابيسي، صاحب التصانيف، ومؤلف كتاب الكنى، سمع ابن خزيمة والباغندي وغيرهما، وعنه الحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك وصاعد بن محمد القاضي وغيرهما. (ت٣٧٨) تذكرة الحفاظ للذهبي٣/٩٧٦-٩٧٨.
٢ انظر: الاستيعاب لابن عبد البر٢/١٨٧ وأسد الغابة لابن الأثير٣/٣٠ والكامل له ٢/٥٦٣، والبداية والنهاية٧/ ٩٦-٩٧، والإصابة٢/١٩٠،وفتح الباري٨/٤٦١، وتعجيل المنفعة، ص ١٢٧ ثلاثتها لابن حجر.
٣ تاريخ خليفة بن خياط، ص ٢٢٦ وتعجيل المنفعة، ص ١٢٨.
٤ الروض الأنف، ٦/ ٤٣٧- ٤٣٨.
٥ شمشاط: بكسر أوله وسكون ثانية وشين مثل الأولى، وآخره طاء مهملة، مدينة بالروم على شاطئ الفرات من أعمال خرتبرت، وهي غير سمساط: بسينين مهملتين، وكلتاهما على الفرات، إلا أن سمساط بالإهمال من أعمال الشام وشمشاط بالإعجام في طرف أرمينية. معجم البلدان لياقوت ٣/ ٣٦٢ و٢/ ٣٥٥.
٦ تاريخ الإسلام للذهبي ٢/ ٢٦٦ والإصابة لابن حجر ٢/ ١٩١.
٧ البخاري ٦/ ٨٩، كتاب التفسير باب {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} ومسلم ٨/ ١١٩ كتاب التوبة.

<<  <   >  >>