للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ أبو الفتح١ القشيري في مختصره: "هكذا نعتقد وبه نقول ولا نخرج عنه إلا بحجة ظاهرة وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين، ومن لوازم ذلك رواتهما"٢.

د- ما أجاب به ابن حجر أيضا عن الأحاديث المنتقدة جملة:

قال: "والجواب عنه على سبيل الإجمال أن نقول لا ريب في تقدم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل، فإنهم لا يختلفون في أن علي بن المديني كان أعلم أقرانه بعلل الحديث وعنه أخذ البخاري ذلك، حتى كان يقول ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، ومع ذلك كله فكان علي بن المديني إذا بلغه ذلك عن البخاري، يقول: دعوا قوله ما رأى مثل نفسه".

وكان محمد بن يحيى الذهلي أعلم أهل عصره بعلل حديث الزهري، وقد استفاد منه ذلك الشيخان جميعا.

وروى الفربري٣ عن البخاري قال: ما أدخلت في الصحيح حديثا إلا بعد أن استخرت الله تعالى وتيقنت صحته.

وقال مكي٤ بن عبدان سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عرضت كتابي


١ هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن دقيق العيد القشيري المنفلوطي الصعيدي، المالكي، والشافعي صاحب التصانيف منها العدة شرح العمدة والإلمام، وكتابا في علوم الحديث اسمه الاقتراح، ولد سن (٦٢٥هـ) وتوفي سنة (٧٩٢هـ) تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٤٨١- ١٤٨٣.
٢ هدي الساري مقدمة فتح الباري الفصل التاسع، ص ٣٨٤.
٣ هو محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر أبو عبد الله الفربري، بفتح الفاء وكسرها، وسكون الموحدة وكسر الراء الثانية، راوية صحيح البخاري، وكان سماعه للصحيح مرتين: مرة بفربر سنة (٢٤٨) ومرة سنة (٢٥٣هـ) ، كانت وفاته سنة (٣٢٠) فتح الباري ١/٥ وتذكرة الحفاظ للذهبي ٣/٧٩٨.
٤ مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم بن راشد، أبو حاتم التميمي محدث نيسابور، وراوي كتب مسلم بن الحجاج عنه. ولد سنة (٢٤٢هـ) وتوفي سنة (٣٢٥هـ) انظر كتاب التمييز لمسلم بن الحجاج، ص ١١٤ وتذكرة الحفاظ للذهبي ٢/ ٥٨٨ و٣/ ٨٢٢.
وقد وقع في هدي الساري مقدمة فتح الباري (مكي بن عبد الله) وهو تحريف. انظر هدي الساري ص ٣٤٧.

<<  <   >  >>